في سنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال : "من قام بعشر آيات لم يكتب من
الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين و من قام بألف آية كتب من
المقنطرين "
وكان النبي صلى الله عليه و سلم يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل
أكثر من غيره و قد صلى معه حذيفة ليلة في رمضان قال : فقرأ بالبقرة ثم
النساء ثم آل عمران لا يمر بآية تخويف إلا وقف و سأل فما صلى الركعتين
حتى جاءه بلال فأذنه بالصلاة . خرجه الإمام أحمد و خرجه النسائي و عنده
أنه ما صلى إلا أربع ركعات و كان عمر قد أمر أبي بن كعب و تميما الداري
أن يقوما بالناس في شهر رمضان فكان القارىء يقرأ بالمائتين في ركعة حتى
كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام و ما كانوا ينصرفون إلا عند
الفجر و في رواية : أنهم كانوا يربطون الحبال بين السواري ثم يتعلقون
بها, و روي أن عمر جمع ثلاثة قراء فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ بالناس
ثلاثين و أوسطهم بخمس و عشرين و أبطأهم بعشرين ثم كان في زمن التابعين
يقرؤون بالبقرة في قيام رمضان في ثمان ركعات فإن قرأ بها في اثنتي عشرة
ركعة رأوا أنه قد خفف.
إن للقيام روحاً كما أن للصيام روحاً وروح القيام هي الخشوع
والخضوع,قدكان صلى الله عليه وسلم في صلاة القيام:لايمر بآية تخويف إلا
وقف وتعوذ,ولا بآية رحمة إلا وقف وسأل".صححه الألباني.
ويسن أن يقوم المؤمن مع إمامه حتى ينصرف الإمام ,فقد قال عليه الصلاة
والسلام في الحديث الصحيح:"من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام
ليلة",ولا يكتف بذلك بل يقوم حتى بع فراغه من القيام مع الجماعة,وذلك
لفضل القيام قال عليه الصلاة والسلام:"عليكم بقيام الليل,فإنه دأب
الصالحين قبلكم,وقربة إلى ربكم,ومنهاة عن الإثم,وتكفير للسيئات,ومطردة
للداء عن الجسد"
ولا تثريب على من أرادت من النساء الصلاة في المسجد فقد قال عليه
الصلاة والسلام:"لاتمنعوا إماء الله مساجد الله"
وهكذا يستفيد المؤمن من رمضان في تقويم قيامه,وتصويبه وفق السنة,مع
محاولة تدريب النفس على الخشوع والخضوع,وحب الوقوف بين يدي
المولى-سبحانه-.**إنها فرصة لا تقدر بثمن**.